للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محله على فؤاد الإنسان، وعينه، وفي ذكره، ومحله من المرأة عينها، وفي فرجها إذا أقبلت، وفي دبرها إذا أدبرت؛ هذه مجالسه (١).

وعن ابن جريج - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: ٦]؛ قال: هما وسواسان؛ فوسواس من الجنة، ووسواس من نفس الإنسان، فهو قوله: {وَالنَّاسِ} (٢).

وروى ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى قال: إن الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه (٣).

وروى الحافظ أبو بكر بن أبي داود في كتاب "ذم الوسوسة" عن معاوية بن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ عَمِّرْ قَلْبِي مِن وَسْوَاسِ ذِكْرِكَ، وَاطْرُدْ عَنِّي وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ" (٤).

والمراد بوسواس ذكر الله: تردده في الخاطر، ومروره في الهاجس كما قال القائل: [من البسيط]

وَاللهِ ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا رَبَتْ ... إِلاَّ وَأَنت مُنى قَلْبِي وَوَسْواسِي (٥)


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٦٩٤).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٦٩٥).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص: ٩١)، وكذا الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٤/ ٣١).
(٤) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٦٩٣).
(٥) انظر: "المدهش" لابن الجوزي (ص: ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>