للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله تعالى: اجعل لي قرآناً، قال: الشعر.

وهذا محمول على الشعر المكروه والمحرم دون المستحسن والمباح كالأشعار المشتملة على ذكر الله تعالى، أو مدح نبيه - صلى الله عليه وسلم - أو الأنبياء عليهم السلام، أو الصحابة، أو العلماء، أو بيان حكم شرعي، أو حكمة مرعية، وكالحداء.

وقد علمت مما سبق أن الشعر كلام؛ فحسَنه كحسنه، وقبيحُه كقبيحِه، كما في الحديث (١)، وما كان منه قبيحا فهو قرآن الشيطان.

وحكي عن الفراء قال: أنشدني صبي من الأعراب أرجوزة أعجبتني، فقلت: لمن هذه؛ فقال: لي، فأنكرته، فأنشدني ارتجَالاً: [من الرجز]

إِنِّي وإنْ كُنْتُ صَغِيْرَ السِّنِّ ... وَكانَ فِيْ الْعَيْنِ نُبُوٌ عَنِّي

فَإِنَّ شَيْطانِي أَمِيْرُ الْجِنِّ ... يَذْهَبُ بِي فِي الشِّعْر كُلَّ فَنِّ (٢)

وقد تقدم الشعر الذي أنشده الشيطان على أبي قبيس يحرض


(١) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٨٦٥)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٧٦٩٦) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -.
ورواه الإمام الشافعي في "المسند" (ص: ٣٣٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ٦٨) عن هشام بن عروة عن أبيه، وقال: هذا منقطع.
ورواه أبو يعلى في "المسند" (٤٧٦٠)، والدارقطني في "السنن" (٤/ ١٥٥) عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) انظر: "ربيع الأبرار" للزمخشري (١/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>