للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رجل إبليس (١).

وفيه عن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: أنه كتب إلى مؤدب ولده: خذهم بالجفاء؛ فهو أمضى لإقدامهم، وترك الصبحة؛ فإن عادتها تكسب الغفلة، وقلة الضحك؛ فإن كثرته تميت القلب، وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي الذي بَدْؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن، وإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها، ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشبَ الماء، وليفتتح كل غلام منه بحزبه من القرآن يتثبت في قراءته، فإذا فرغ منه تناول قوسه ونبله وخرج إلى الغرض حافياً قدر (٢) سبعة أرشاق، ثم انصرف إلى القائلة؛ فإن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - كان يقول: قيلوا؛ فإن الشياطين لا تقيل (٣).

قلت: هذا الأثر من لطائف الفوائد، وطرائف الفرائد.

وروى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْجَرَسُ مَزَامِيْرُ الشَّيْطَانِ" (٤).

وروى أبو داود عن عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهم: أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب - رضي الله


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (٣٤).
(٢) في مصدري التخريج: "فرمى" بدل "قدر".
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (٢٢).
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٧٢)، ومسلم (٢١١٤)، وأبو داود (٢٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>