كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

النوع الأول من القسم الثاني في النهي عن التشبه بالشيطان "لعنه الله تعالى" - ١٥١ - ومنها: استحباب رفع الصوت بالجشاء والعطاس، وفتح الفم بالتثاؤب. - ج: 6 - ص: 179

أَنْ يَرْفَعَ بِهِمَا الصَّوْتَ" (١).

وإنما قيدنا العطاس بالشدة إشارة إلى أن لا تعارض بين ذلك وبين حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْعُطَاسُ مِنَ اللهِ، وَالتَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ" (٢).

وروى البيهقي في "سننه" عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره العطسة الشديدة (٣).

والمعنى في ذلك أن شدة العطاس فيه ما في التثاؤب من اعوجاج الخلقة عن اعتدال الهيئة، ولذلك استحب للعاطس أن يميل برأسه ويخمر وجهه ليستر تلك الحالة الخارجة عن الاعتدال، كما استحب للمتثاوب أن يكظمه على كل حال.

وروى البخاري، وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ

---

(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٣٥٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٥/ ٣٧٢) عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -.
ورواه أبو داود في "المراسيل" (١/ ٣٥٣) عن يزيد بن مرثد.
(٢) رواه البخاري (٥٨٦٩) بلفظ قريب، ورواه بلفظ الأصل الترمذي (٢٧٤٦).
(٣) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٢٩٠). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (٢/ ٨٥٥): رواه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف.