ذاكرة للإله شاكرةً ... مخلصة سرَّها ونَجْواها
شرفها رَبهَا وكرمها ... وَمن مياه الْيَقِين روَّاها
سمت اليه بِحسن سيرتها ... ثمَّ صفا ودُّها فصافاها
تِلْكَ الَّتِي إِن دعت بحاجتها ... أجابها مسرعا ولبَّاها
ليست كنفس لديَّ عاصية ... ويلٌ لما قد جنت وويلاها
كيف إلى ربها تنيب وقد ... زلَّت لشيطانها فأغواها
لو تعرف الله حق معرفة ... لصححت برها وتقواها
لَكِنَّما جَهْلُها بِخالِقِها ... أَغْفَلَها رُشْدها وَألهاها
صِرْتُ مَعَ النَّفْسِ فِي مُجاهَدَةٍ ... تَأْمُرُنِي بِالْهَوى وَأَنْهاهَا
أَصْرَعُها تَارَةً وَتَصْرَعُنِي ... لَكِنْ لَها السَّبْقُ عِنْدَ لُقْياها
عَدَوَّة لا أُطِيْقُ أُبْغِضُها ... يا لَيْتَنِي أَسْتَطِيع أَنْساها
أَحْسِبُها إِنْ أَبَتْ مُوافَقَتِي ... خاسِرَةً دِيْنَها وَدُنْياهَا
يا رَبِّ عَجِّلْ لَها بِتَوْبَتِها ... وَاغْسِلْ بِما الْتَقَى خَطاياها
إِنْ تَكُ يا سَيِّدِي مُعَذِّبَها ... مَنْ ذا الَّذِي يُرْتَجَى لِرُحْماها (١)
- روى الديلمي - قال الحافظ زين الدين العراقي، وإسناده جيد - عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَرَادَ اللهُ
(١) انظر: "معارج القدس في مدارج معرفة النفس" للغزالي (ص: ١٨٥).