للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإيثاره عليهم.

ولذلك قال الله تعالى: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٥، ١٦].

ونظير هذه الآية قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (٤٦)} [الكهف: ٤٦].

قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: إنما سمي المال لأنه يميل بالناس، وسميت الدنيا لأنها دنت. رواه ابن أبي حاتم، والخطيب (١).

قلت: ويحتمل أنه سمي مالاً لأنه يميل عن الناس كما يميل بهم.

وفي الحديث: "لِكُلِّ أُمَّةِ فِتْنةٌ، وفِتْنةُ أُمَّتِي الْمَالُ". رواه ابن مردويه عن عبادة بن الصامت، وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهم، وعن كعب بن عياض - رضي الله عنه -، ولفظه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةِ فِتْنةٌ، وفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ" (٢).

وفي نفس الأمر فالمال يجمع الفتنة، وبه تحصل كل زينة في الدنيا ومتاع؛ من مطعم أو مشرب، أو ملبس، أو مسكن، أو خادم، أو مركب، أو منكح، أو غير ذلك.

وروى الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "الشعب" عن


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٧٨٣)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٤/ ٤٤).
(٢) ورواه الترمذي (٢٣٣٦) عن كعب بن عياض - رضي الله عنه -، وصححه.

<<  <  ج: ص:  >  >>