للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحسن رحمه الله تعالى: دخل عمر على ابنه عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وإذا عندهم لحم، فقال: ما هذا اللحم؟

قال: اشتهيته.

قال: وكلما اشتهيت شيئاً أكلته؟ كفى بالمرء سرفاً أن يأكل كلما اشتهى. رواهما (١) الإمام أحمد في "الزهد" (٢).

فالإسراف طريق لتعلق الشيطان بشهوة الإنسان.

ولقد قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ} [الإسراء: ٢٧].

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هم الذين ينفقون المال في غير حقه. رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وغيره (٣).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياءً وسمعة فذلك حظ الشيطان. رواه البيهقي في "الشعب" (٤).

وفي كلام الإمام علي إشارة إلى أن قضاء الشهوة من غيرك من


(١) في "ت": "رواه".
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٢٣).
(٣) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٤٤٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦٥٤٧).
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>