أول مودة كانت المودة بين آدم والملائكة عليهم السلام، وأول عداوة كانت عداوة إبليس لعنه الله لآدم عليه السلام، ثم كان التوارث بعد ذلك، فورثت أولاد آدم عنه مودة الملائكة وعداوة الشيطان، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الْوُدُّ وَالْعَدَاوَةُ يُتَوَارثانِ". رواه صاحب "الغيلانيات" عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: أنه قال لرجل من العرب كان يقال له عفير: يا عفير! كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الود؟
قال رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"الْوُدُّ يُتَوَارَثُ، وَالْعَدَاوَةُ تُتوَارَثُ"(١).
وهذه الوراثة لا تكون في كل بني آدم، بل في أخيارهم كما روى الطبراني في "الكبير" عن رافع بن خديج رضي الله تعالى عنه: أنه سمع
(١) ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٢١)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٧/ ٣٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ١٨٩)، والحاكم في "المستدرك" (٧٣٤٣). قال ابن حجر في "الإصابة" (٤/ ٥١٤): فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وهو ضعيف.