للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وعداوة النفس والشيطان للإنسان ثابتة بالكتاب والسنة.

فأما النصوص الدالة على عداوة الشيطان فهي من الشهرة والكثرة بحيث لا تكاد تخفى على مسلم، ومن أنكر عداوة الشيطان لله تعالى، ولبني آدم فهو كافر، ومن غفل عن عداوته يوشك أن يؤخذ على غِرَّة منه، فيكون يوم القيامة ممن يخاطبه الله تعالى بقوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس: ٦٠ - ٦٢].

وأما النصوص الدالة على عداوة النفس فكثيرة، لكن لا يتنبه لها إلا العارفون لأن عداوة النفس مما يشكل فهمه، فإنَّ حب الإنسان لنفسه سليقة وخليقة، فكيف يتصور أن تكون نفسه عدوَّة له، ومن تأمل قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] عَلِمَ أن من أساء إلى أحد بحيث يجازى بإساءته ويعاقب عليها، فإنما يعود شر إساءته على نفسه، فما أساء إلاَّ إلى نفسه.

وكان علي بن أبي طالب يقول: ما أحسن أحد إلَّا إلى نفسه،

<<  <  ج: ص:  >  >>