للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى قال: إذا لعنت الشيطان قال الشيطان: لعنت ملعَّناً.

وما اجتمع قوم قط فذكروه إلا حضرهم، وما شيء أقطع لظهره من: لا إله إلا الله (١).

وروى أبو نعيم عن حسان بن عطية رحمه الله تعالى قال: إن العبد إذا لعن الشيطان ضحك فقال: إنك لعنت ملعَّناً.

وإنما يخذل ظهره أن تتعوَّذ منه (٢).

وروى ابن السمعاني في "أماليه" عن أبي الحسن الحبابري قال: كنت أصلي بالناس في بعض مساجد البصرة، وكنت أعزب أنام في المسجد، فصليت بالناس ليلة العشاء الآخرة، وأغلقت الباب، ووقفت أتنفل في المحراب شطر الليل، ثم جلست في المحراب أذكر الله تعالى وأستغفره لما سلف من الخطأ والذنوب، وألعن إبليس، إذ انشق المحراب فظهر علي شخص كريه المنظر، فقال لي: يا أبا الحسن! كم تلعنني منذ الليلة؟ ونحن ثلاثة تلعن واحداً وتترك اثنين.

فقلت: أما أنت يا لعين فقد عرفتك، فمن الاثنان؟

قال: نفسك، وهواك، ثم أنشأ يقول: [من الكامل]

أَهْمَلْتَ نَفْسَكَ فِي هَواكَ وَلُمْتَنِي ... لَوْ كُنْتَ تنصِفُ لُمْتَ نفسَكَ دُوني

ومن مستظرفات الشعبي رحمه الله تعالى: أنه سُئِلَ عن أكل لحم الشيطان، فقال: نحن نرضى منه بالكفاف. نقله الماوردي في "أدب


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ٢٠٥).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>