للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبادة مع السنة هي المعتدُّ بها.

وقد روى ابن ماجه عن حذيفة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَقْبَلُ اللهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ صَلاةً، وَلا صَوْمًا، وَلا صَدَقَةً، وَلا حَجًّا، وَلا عُمْرَةً، وَلا جِهَادًا، وَلا صَرْفًا وَلا عَدْلاً، يَخْرُجُ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِيْنِ" (١).

وروى ابن أبي الدنيا في "الذكر" عن ابن جريج رحمه الله تعالى قال: بلغني أن الكلمة التي تزجر الملائكة الشياطين بها: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

وهذا أتم مما رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن يحيى بن سليم الطائفي، وقد قدمناه في التشبه بالملائكة عليهم السلام.

وروى أبو نعيم عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: قرأت في الحكمة: كما أن الريح إذا هاجت زلزلت الشجر كذلك إبليس سلطانه يزلزل البشر (٢).

قلت: وإنما يزلزل سلطانه أولياءه لقوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: ٤٢].

وقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (٤٢)} [الحجر: ٤٢] وقال تعالى {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦].

وفيه نكتة بديعة، وهي أن هذه الأمة لما كانت أكثر الأمم ذكراً،


(١) رواه ابن ماجه (٤٩). وفي سنده محمد بن محصن العكاشي كذاب.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>