للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ثم قال أكثر العلماء: لو أوصى بثُلث ماله لأعقل الناس صُرِفَ إلى الزُّهاد (١).

وليس المراد بالعقل الدَّهاء، والتدقيق في أمور الدنيا؛ فإنه من أمر الشيطان كما روى الدينوري في "المجالسة" عن مضاء: أنه قال: قال بعض الحكماء: العَقِلُ غيرُ الورعِ عَنِ الذنوبِ خازنُ الشيطان (٢).

وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: إنَّ من فقه الرجل أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه الرجل أن يعلم أمزداد هو أم منتقص، وإنَّ من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه (٣).

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عامر بن حبيب الأحموسي قال: إن العبد ليعمل العمل سراً ما يطلع عليه أحد، فيطلب إبليس سنة، فإن أدركه وإلا تركه، يقول له: حدث بعملك؛ فإنه قد رفع إلى الله وليس بناقصك شيئاً، فإن حدث به مُحِي عنه أجر السر، وحُطَّ عنه أجر العلانية، ثم يطلب سنة، فإن أدركه وإلا تركه، يقول له: حدث، قد رفع إلى الله وليس بناقصك ذلك شيئاً، فإن حدث به مُحي أجر العلانية، وكتب رياء.

وروى ابن جهضم عن صالح المُرِّي رحمه الله تعالى قال:


(١) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ١٤). وقد نسبه للإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٣٩٨).
(٣) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٥/ ٩٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>