بعد هذه الليلة، ولكن ائتوا بني آدم من قِبَل الحقد والعجلة (١).
وروى أبو نعيم عنه قال: إن إبليس قال لعيسى - عليه السلام - حين وضعه على بيت المقدس: زعمت أنك تحيي الموتى، فإن كنت كذلك فادع الله أن يردَّ هذا الجبل خبزاً.
فقال له عيسى: أكُل الناس يعيشون من الخبز؟
قال له إبليس: فإن كنت كما تقول فثب من هذا المكان؛ فإن الملائكة تتلقاك.
قال: إن ربي أمرني أن لا أجرب نفسي، فلا أدري هل يسلمني أم لا.
وعن طاوس، والزهري رحمهما الله تعالى قالا: لقي عيسى بن مريم - عليهما السلام - إبليس فقال: أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك؟
قال: نعم.
قال: فأوف نذوره، هذا الجبل فَتَرَدَّ منه، فانظر أتعيش أم لا؟
قال طاوس في حديثه: قال: علمت أن الله تعالى قال: لا تجربني عبدي؛ فإني أفعل ما شئت.
وقال الزهريّ: قال: إن العبد لا يبتلي ربَّه، ولكنَّ الله تعالى يبتلي عبدَه.
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٢٤٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٧/ ٣٥٦).