للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل المعاصي زجرًا لهم، ولقاؤهم باكفهرار الوجوه مندوب إليه كلقاء أهل الطاعة بالبشاشة، والتودد إليهم، والتخلق بأخلاقهم كما سبق بيانه.

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: في الزَّبور مكتوب: طوبى لمن لم يسلك سبيل الأَثَمة، ولم يجالس الخطَّائين، ولم يقم (١) في همِّ المستهزئين، ولكن همه سنة الله عز وجل وإياها يتعلم بالليل والنهار، مَثَلُه مثل شجرة على شَطِّ الماء تُؤتي ثمرها في حينها، ولا يتناثر من ورقها شيء، وكل عمله بأمري، ليس عمله مثل عمل المنافقين (٢).

وعن عقيل بن مدرك السُّلمي رحمه الله تعالى قال: أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: قل لقومك لا يأكلوا طعام أعدائي، ولا يشربوا شراب أعدائي، ولا يتشكلوا بشكل أعدائي؛ فيكونوا أعدائي (٣).

وروى أبو الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار" عن حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى أنه قال: إياكم وهدايا الفجارِ والسفهاء؛ فإنَّكم إذا أكلتموها (٤) ظنوا أنَّكم رضيِتم فعلَهم (٥).


(١) في "الدر المنثور": "يفئ" بدل "يقم".
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٠٤).
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٠٣).
(٤) في "شعب الإيمان": "قبلتموها" بدل "أكلتموها".
(٥) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>