فلمَّا ولد قابيل وتوأمته، وهابيل وتوأمته، أمر الله تعالى آدم عليه السلام أن يزوج قابيل توأمة هابيل، وهابيل توأمة قابيل، وكانت أحسن من توأمة هابيل، فسخِط قابيل ذلك، وقال: أنا أحق بأختي.
فقال له آدم عليه السلام: إنها لا تحل لك.
فأبى، وزعم أن الله تعالى لم يأمر أباه بذلك، وإنما أراد ذلك من رأيه.
فقال لهما آدم: قرَّبا قرباناً، وأيكما تقبل قربانه فهو أحق بها.
وكان القربان إذا كان مقبولاً نزلت نارٌ بيضاءُ من السماء فأكلته، وإلا لم تنزل النار إليه، وأكلته الطير والسباع، وكان قابيل صاحب زرع فقرَّب صُبرة من طعام من رديء زرعه، وكان هابيل صاحب غنم فقرَّب أحسن كبش عنده، ووضعا قربانهما على الجبل، فتقبل من أحدهما قربانه وهو هابيل، ولم يتقبل من الآخر وهو قابيل، فغضب لرد قربانه، وأَضمر الحسد لأخيه حتى ذهب آدم عليه السلام إلى زيارة البيت الحرام، فجاء قابيل إلى هابيل وهو في غنمه، قال: لأقتلنك.
قال: ولم؟
قال: لأنَّ الله قبِل قربانك ولم يقبل قرباني، وتنكح أنت أختي الحسناء، وأنكح أختك الذميمة فتتحدث الناس أنك خير مني، ويفتخر ولدُك على ولدي.