قلت: والذي أختاره الاستسلام أيام الفتنة؛ لما رواه الإِمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم وصححه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبحُ فِيْهَا الرَّجُلُ مُؤْمِنًا ويُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا ويُصْبحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيْهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيْهَا خَيْر مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيْهَا خَيْر مِنَ السَّاعِي، فَكَسِّرُوْا سُيُوْفَكُمْ، وَقَطِّعُوْا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوْا بِسِيُوْفكُمُ الْحِجَارَةَ؛ فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ"(١)؟ يعني: هابيل عليه السلام.
وروى الإِمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه نحوه، وقال: قلت: يا رسول الله! إن دخل علي بيتي وأدخل يده ليقتلني؟
قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْ خَيْرَ ابْنَيْ آدَمَ"، وتلا هذه الآية:
(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٤/ ٤١٦)، وأبو داود (٤٢٥٩)، وابن ماجه (٣٩٦١)، والحاكم في "المستدرك" (٨٣٦٠).