وهذا يدل على أنهم طلبوا منه أن يطرد المؤمنين، وينحيهم استنكافاً أن يجالسوهم.
وقد اتفق مثل ذلك لأغنياء قريش مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزل قوله تعالى:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}[الأنعام: ٥٢].
فالاستنكاف عن مجالسة الفقراء خلق الهالكين، كما أن التواضع معهم والجلوس إليهم من أخلاق النَّبيين.
وروى أبو نعيم بسند ضعيف، عن الحسن بن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"اتَّخِذُوْا عِنْدَ الْفُقَرَاءِ أَيَادِيَ؛ فَإِنَّ لَهُمْ دَوْلَة يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: سِيْرُوْا إِلَىْ الْفُقَرَاءِ، فَيُعْتَذَرُ إِلَيْهِم كَمَا يَعْتَذِرُ أَحَدُكُمْ إِلَىْ أَخِيْهِ فِيْ الدُّنْيَا"(١).
وبلغني عن أخي الشيخ شهاب الدين أحمد، وكان ممن أجمع
(١) ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٦١). قال العراقي في "تخريج أحاديث الأحياء" (٢/ ١٠٨٧): رواه أبو نعيم في "الحلية" من حديث الحسين بن علي، بسند ضعيف.