للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن مردويه، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحُوْرُ الْعِيْنُ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرانِ" (١).

قلت: ولا تنافي بين الحديثين، فقد يكون من الحور العين من خلق من تسبيح الملائكة عليهم السلام، ومنهن من خلق من الزعفران، كما روى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ غَدَاةٍ مِنْ غَدْواتِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنَّهُ يُزَفُّ إِلَى وَلِيِّ اللهِ فِيْها زَوْجَة مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ؛ أَدْناهُنَّ التِيْ خُلِقَتْ مِنَ الزَّعْفَرانِ" (٢).

أو يكون الزعفران خلق من تسبيح الملائكة، ثم خلقت منه الحور العين.

أو يكون جواهر الحور، وأجسادهن مخلوقة من الزعفران، ثم يَحْيَيْنَ من تسبيح الملائكة ليكون تسبيحهم كاللقح للزعفران.

وروى الإِمام عبد الله بن المبارك عن زيد بن أسلم قال: إن الله تعالى لم يخلق الحور العين من تراب، إنما خلقهن من مسك وكافور وزعفران، وأنتم تطمعون أن تعانقوا هؤلاء ولا تطيعون الله فيما أمركم (٣).


= والأوسط وفي إسنادهما ضعفاء.
(١) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٧/ ٩٨).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢/ ٥٨). قال ابن كثير في "التفسير" (٣/ ١٣١): قال أبو محمَّد -هو ابن أبي حاتم-: هذا حديث غريب منكر.
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٥٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>