للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى الحسوم: المتابعة كما صح تفسيرها عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما (١).

وكذلك الآيات التي ترادفت على فرعون وقومه من الطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع إلى آخرها كانت تستمر عليهم أسبوعاً أسبوعاً.

فإذا بطل التطير بأيام الأسبوع لما ذكر، فليبطل التطير بيوم الأربعاء.

وروى ابن المنذر عن ابن جريج رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقة: ٧]؛ قال: كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله، فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا، فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر، فذلك قوله: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: ٨]، وقوله: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: ٢٥] (٢).

ويؤخذ من هذا مع ما مر عن الربيع بن أنس: أن العذاب بدأهم يوم الجمعة، وأهلكهم واستأصلهم يوم الجمعة الثانية، ولذلك كان يومًا مباركاً, ولقد بقيت آثار عذابهم ظاهرة في نظير هذه الأيام من كل عام، فنرى فيها من شدة البرد ويبس الريح كل سنة ما هو عبرة لذوي


(١) رواهما الطبري في "التفسير" (٢٩/ ٥٠).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>