للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواهما ابن أبي حاتم (١).

واعلم أن الطغيان قد يكون في طلب المال كما فسرت به هذه الآية، فيكون تناول أموال الناس بالباطل.

وقد يكون بسبب الغنى بالمال، ومنه قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)} [العلق: ٦، ٧].

ولا أدري أي الطغيانين أشد إثمًا؛ لأن الأول سببه عدم الرضا بما قدره الله تعالى، والطمع فيما لم يأذن فيه الله، والثاني بسبب الطمع وعدم القناعة، والحسد، ومنازعة أمر الله تعالى، والكل مهلكات.

ومن فتح عليه باباً من الطغيان يوشك أن لا يدع منه باباً إلا دخله، ولا حالًا إلا تلبس به، فيخشى عليه أن يهلك بالطاغية التي هلكت بها ثمود، أو ما يشاكلها.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما: منهومان لا يشبعان: صاجا علم، وصاجا دنيا؛ فأما صاجا العلم فيزداد رضى الرحمن، ثم قرأ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨]، وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان، ثم قرأ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)} [العلق: ٦، ٧]. رواه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي موقوفًا (٢).

وروى صدره الطبراني، والقضاعي مرفوعاً عنه، والبزار عن ابن عباس،


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٥٩٠).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٤٥٠)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: ٣٠٠) وقال: هذا موقوف وهو منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>