للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الريح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة. رواه عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (٢٣)} [المعارج: ٢٢، ٢٣]؛ قال: ذكر لنا أن دانيال عليه السلام نعت هذه الأمة فقال؛ وذكره.

قال قتادة: فعليكم بالصلاة؛ فإنها خُلُق من أخلاق المؤمنين حَسَنٌ (١).

وروى الدينوري في "المجالسة" عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمر بن حفص؛ قال: وكان رحمه الله تعالى من خيار الناس قال: كان عند أبي وجدي ورقةٌ يتوارثونها قبل الإسلام بزمان، فيها: بسم الله، وقوله الحق، وقول الظالمين في تباب: هذا الذكر لأمة تأتي في آخر الزمان يأتزرون على أوساطهم، ويغسلون أطرافهم، ويخوضون في البحر إلى عدوهم، فيهم صلاة لو كانت في قوم نوح ما هلكوا بالطُّوفان، وفي قوم ثمود ما هلكوا بالصيحة.

قال: فأخبرني أنهم جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهم أن يحتفظوا بها (٢).

والظاهر أن أول ما شُرعت الصلاة ذات الفعال - وإن لم يكن على مثل صلاة هذه الأمة سواء - لإبراهيم عليه السلام.


(١) ورواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ٧٩)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٢٨٤).
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>