وكانوا لا يجامعون في الحيض، فإذا طهرت حيل بينهما، فرجع آزر والد إبراهيم إلى امرأته، فوجدها قد طهرت، فواقعها، فحملت بإبراهيم عليه السلام (١).
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لما حملت أم إبراهيم عليه السلام به قالت الكهان لنمرود: إن الغلام الذي أخبرناك به قد حملت أمه الليلة، فأمر بقتل الغلمان، فلما دنت ولادة أم إبراهيم وأخذها المخاض خرجت هاربة مخافة أن يظفروا به فيقتلوه، فلما وضعته لفَّته في خرقة، وتركته في نهر يابس في حلفاء، ثم رجعت فأخبرت به بعلها، فانطلق إليه أبوه وحفر له سرباً، فواراه فيه، وسد عليه بصخرة مخافة السباع، وكانت أمه تختلف إليه فترضعه، وكان يشب كل يوم كشهر، وكل شهر كسنة، فلما بلغ خمسة عشر شهراً قال لأمه: أخرجيني، فأخرجته عشاء، فنظر وتفكر في خلق السموات والأرض، وقال: إن الذي خلقني ورزقني، وأطعمني وسقاني لربي الذي لا إله غيره.
وقيل: مكث في السرب سبع سنين.
وقيل: ثلاث عشرة.
وقيل سبع عشرة.
ثم نظر في السماء فرأى كوكباً، فناظر أمه أو أباه في ألوهيته