للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ نبَيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْزَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلا إِنَّهُ أَعْوَرٌ وَإِن رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر، مَكْتُوْب بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَفَرَ" (١).

ومنهم: من يدعو إلى اتباعه وعبادته بالمعنى المفهوم من حاله كمن يريد من الناس أن يرفعوه في المجالس، ويعظِّموه في الخطاب لتزكية نفسه لا لغرض ديني، وهذا حال أكثر المفترين الجاهلين أقدارهم، المتعدين أطوارهم، بل هو حال كل ذي نفس إلا ما رحم ربي.

قال سهل بن عبد الله التستَري رحمه الله تعالى: للنفس سر، وما ظهر ذلك السر على أحد إلا على فرعون حيث قال: أنا ربكم الأعلى (٢).

وقد بيَّن شيخ الإسلام الجد رحمه الله تعالى هذا السر، فقال في التحذير من النفس في ألفيته المسماة بِـ: "الجوهر الفريد في أدب الصوفي والمريد": [من الرّجز]

مَطْلُوبُها بِأَنْ نكُوْنَ ضِدَّا ... لِلَّهِ فِي مَطْلُوْبِهِ وَندَّا

قَدْ طَلَبَ الثَّناءَ وَالْمَدْحَ لَه ... وَهْيَ تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ مِثْلَه

وَطالَبَ الْعِبادَ أَنْ يَجْتَنِبوا ... خِلافَهُ وَهْيَ كَذَاكَ تَطْلُبُ

وَطَلَبَ الْوَصْفَ بِجُودٍ وَكَرَم ... وَطَلَبَتْ ذَاكَ لَها وَلا جَرَم


(١) رواه الترمذي (٢٢٤٥)، وكذا رواه البخاري (٦٧١٢)، ومسلم (٢٩٣٣)، وأبو داود (٤٣١٦).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>