للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه فلتات عند إمكانه الغرض، فيعلم من حاله أنه لولا العجز والقصور لتبسط في إظهار تلك الآثار كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه ابن منيع، وابن أبي أسامة، وأبو الشيخ عن علي رضي الله تعالى عنه: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً وَما يَمْلِكُ غَيْرَ أَهْلِ بَيْتِهِ" (١).

وروى أبو نعيم في "حليته" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق، ومرت امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق.

فقالت: الطريق؟ الطريق يَمْنة وَيسْرة.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دَعُوْهَا؛ فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ" (٢).

وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر في طريق وامرأة جالسة تسأل من مر بها، فقال لها بعض أصحابه: الطريق، الطريق.

فقالت: إن شاء أخذ يمنة أو يسرة.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تَزْعُمُ أَنَّهَا مِسْكِيْنَةٌ".

فقالَ: "إِنَّ ذَاكَ فِي قَلْبِهَا".


(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٨٥٠)، وكذا الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٢٧٣). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٩٩): فيه عبد الحميد بن عبيد الله بن حمزة، وهو ضعيف جداً.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٢٩١)، وكذا أبو يعلى في "المسند" (٣٢٧٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٨١٦٠). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٤): رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه يحيى الحَمَّاني ضعفه أحمد ورماه بالكذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>