للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أبو الحسن المدائني: أنه قلما فر من الطاعون أحد فسلم.

واستنبطه الشيخ تقي الدين السبكي من هذه الآية، وهو ظاهر.

وقال ولده الشيخ تاج الدين: إنه مجرب، وليس ببعيد أن يجعل الله تعالى الفرار منه سببًا لقصر العمر.

وقال ابن قتيبة في "مختلف الحديث": حدثني سهل قال: حدثني الأصمعي عن بعض البصريين: أنه هرب من الطاعون، فركب حماراً ومضى بأهله نحو سفوان، فسمع حاديًا يحدو خلفه وهو يقول: [من الرَّجز]

لَنْ يُسْبقَ الله عَلى حِمارِ ... وَلا عَلى ذِي ميعةٍ طَيَّارِ

أَوْ يأتِي الْحَتْفُ عَلى مِقْدارِ ... قَدْ يُصْبحُ اللهُ أَمام السَّارِي

ثم وقع به الطاعون قبل الصباح، فهلك منه (١).

وروى الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغ لقيه أمراء الأجناد؛ أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام.

قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فد عوتهم، فاستشارهم، فاختلفوا، فقال: ارتفعوا عني.

ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاختلفوا، فقال: ارتفعوا عني.


(١) انظر: "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص: ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>