للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه ابن أبي حاتم عن أبي مالك (١).

وذكر الثعلبي في "العرائس" عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: إنما كان الذي عمل الفاحشة من قوم لوط ثلاثين رجلاً ونيفاً لا يبلغون الأربعين، فأهلكهم الله جميعاً؛ أي: لعدم إنكار الباقين على المرتكبين.

وفي قوله: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨)} [هود: ٧٨] استفهام إنكاري معناه: لا رشيد فيهم؛ إذ لو كان لنهاهم، فلما تتابعوا في الغي هَلَكوا.

وعن ابن عباس: لو كان في قوم لوط أربعة يصلون رفع عنهم العذاب.

ومن هنا أوحى الله تعالى إلى لوط عليه السلام أن يسري بأهله بقطع من الليل ليتمحضوا للشر، فلا يبقى فيهم من يدفع الله بهم عنهم، وكان أهل لوط أربعة عشر نفسا منهم امرأته، فلما أصابها ما أصاب القوم وهلكت؛ كانوا ثلاثة عشر مؤمناً نجوا بإيمانهم مع لوط عليه السلام، كما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى (٢).

وروى عبد بن حميد، وابن المنذر عن وهب بن منبه رحمه الله


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ٢٠٦٣).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>