للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بعث الله تعالى نبياً مرتين إلا شعيباً عليه السلام (١).

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فلما عتا أهل مدين على الله تعالى أخذتهم الرجفة، وذلك أن جبريل عليه السلام صاح عليهم صيحة رجفت منها الجبال والأرض، فخرجت أرواحهم من أبدانهم، فذلك قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: ٧٨]. أخرجه ابن عساكر، وغيره (٢).

وروى ابن عسكر أيضاً عن جبلة بن عبد الله قال: بعث الله تعالى جبريل عليه السلام إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم بمغانيهم، فألفى رجلاً قائماً يتلو كتاب الله، فهابه أن يهلكه فيمن يهلك، فرجع إلى المعراج، فقال: اللهم أنت سبوح قدوس، بعثتني إلى مدين لأفك مغانيهم، فأصبت رجلاً قائماً يتلو كتاب الله، فأوحى الله تعالى إليه: ما أعرفني به! هو فلان بن فلان، فابدأ به؛ فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعاً (٣).

وفي هذا الأثر إطلاق المعرفة على الله تعالى، وقد منعها الأكثرون لعدم الورود.

والمراد بالكتاب الذي كان يتلوه: صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام.


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٠٢).
(٢) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٣/ ٧٤)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٠٢).
(٣) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٣/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>