للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن من؟

قال: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن من؟

قال: عن جبريل عليه السَّلام، عن الله - عز وجل -.

قال حاتم: ففيما أداه جبريل عن الله إلى رسول الله؟ وأداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه؛ وأصحابه إلى الثقات؟ والثقات إليك؟

هل سمعت في العلم: مَنْ كانَ فِي دارِاً أَمِيْراً، وَكانَتْ سَعَتُهُ أكثَرَ، لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ أكثَر؟ .

قال: لا.

قال: فكيف سمعت؟

قال: سمعت: مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيا وَرَغِبَ فِي الآخِرَةِ وَأَحَبَّ الْمَساكِيْنَ وَقَدَّمَ لآخِرَتِهِ كانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ.

قال حاتم: فأنت بمن اقتديت؟ أبالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الصَّالحين؟ أم بنمرود وفرعون أولِ من بنى بالجص والآجر؟

يا علماء السُّوء! مثلكم يراه الجاهل المكالب على الدُّنيا الرَّاغب فيها، فيقول: العالم على هذه الحالة، لا أكون أنا شراً منه.

وخرج من عنده. ذكره حجة الإسلام في "الإحياء" (١).


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (١/ ٦٦)، ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>