للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه إمَّا أن يعرض الولي عنه ويحلم، ويغار الله تعالى لوليه، ويغضب له عليه فيأخذه.

وفي الحديث الصحيح: "مَنْ عَادَى لِي وَليًّا فَقَدْ آذَنتهُ بِالحَرْبِ" (١).

وما أحسن قول الشيخ رضي الدين جَدِّي: [من الرجز]

مَنْ بَارزَ الرِّجَالَ بالأَذَى وَلَم ... يَخْشَ وَلَمْ يَخَفْ عِقَابَ رَبِّهِ

ويلٌ لَهُ دنْيَا وَأُخْرَىَ كَيْفَ لا ... واللهُ قَد آذَنَهُ بحَربِه

وإما أن يتنفس عليه الولي بدعوة فتحرقه وتمحقه، ويطمس على دنياه، ويحرم خير عقباه، كما اتفق لموسى وهارون عليهما السَّلام بعد أن صبرا على فرعون وقومه أربعين سنة، دعوا عليهم، فأهلكهم الله تعالى واستأصلهم.

قال الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٨٨) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس: ٨٨، ٨٩].

وإنما قال: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} والداعي موسى فقط؛


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>