للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الله تعالى أمسك نيل مصر عن الجريان في زمان فرعون، فقالت له القبط: إن كنت رباً فأجر لنا الماء.

فركب وأمر بجنوده قائداً قائداً، وجعلوا يقفون على درجاتهم، وقعد حيث لا يرونه، ونزل عن دابته، ولبس ثياباً له أخرى، وسجد وتضرع إلى الله تعالى، فأجرى الله له الماء، فأتاه جبريل عليه السلام وهو وحده في هيئة مُسْتَفْتٍ، فقال: ما يقول الأمير في رجل له عبد قد نشأ في نعمته لا سيد له غيره، فكفر نعمه وجحد حقه، وادعى السيادة دونه؟

فكتب فرعون: يقول أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان: جزاؤه أن يغرق في البحر.

فأخذه جبريل ومر، فلما أدركه الغرق ناوله جبريل خطه (١).

وكفران النعمة -سواء كانت النعمة من الله تعالى، أو من غيره، وكلها سواء، نعمة من نعمه سبحانه وتعالى- مذمومٌ مؤاخذ به، ومرتكبه متعرض به للنقمة ولو بزوال تلك النعمة.

وفي الحديث "ثَلاثٌ مُتَعَلِّقَاتٌ بِالْعَرْشِ؛ الرَّحِمُ تَقُوْلُ: اللهُمَّ إِنِّي لَكَ فَلا أُقْطَعُ، وَالأَمَانَةُ تَقُوْلُ: اللهُمَّ إِنِّي لَكَ فَلا أُخَانُ، وَالنِّعْمَةُ تَقُوْلُ: اللهُمَّ إِنِّي لَكَ فَلا أكْفَرُ". رواه البزار من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه مرفوعًا (٢).


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٨/ ٣٧٨).
(٢) رواه البزار في "المسند" (٤١٨١). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" =

<<  <  ج: ص:  >  >>