للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى الله تعالى قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وفي صدري حديث يتجلجل فيه أريد أن أقذفه إليه، فقلت: بلغنا أنه من ولي على الناس سلطاناً فاحتجب عن حاجتهم وفاقتهم احتجب الله عن حاجته وفاقته يوم يلقاه.

قال: فقال: ما تقول؟

ثم أطرق طويلاً، قال: فعرفتها فيه؛ فإنه برز للناس (١).

والحاصل: أن المحتجب من الولاة والحكام والقضاة عن حوائج المسلمين أبلغ في التجبر من فرعون إلا أن يكون سهل الحجاب.

وقد قلت: [من السريع]

يا مَنْ تَعَدَّى إِذْ تَوَلَّى عَلى ... أُمُورِ خَلْقِ اللهِ بِالاحْتِجابْ

إِنْ رُمْتَ أَنْ تَبْقى بِلا نَكْبَةٍ ... فِي مُلْكِكَ الْفانِي وَتُوْقَى الْعَذابْ

لا تَحْتَجِبْ عَنْهُمْ وإِنْ كانَ لا ... بُدَّ فَسَهِّلْ وارْعَ لُطْفَ الْخِطابْ

قَدْ دامَ فِرْعَوْنُ عَلى مُلْكِه ... سِنِيْنَ لَمَّا كانَ سَهْلَ الْحِجابْ


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>