للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخرون: فَقَدَ بنو إسرائيلَ التابوتَ، وتقادم عهدهم حتى مات حملة التوراة، ونسخت من صدورهم، وكان عُزير عليه السلام من علمائهم، فابتهل إلى الله في ذلك، فنزل إليه نور، ودخل جوفه، فألهمه الله التوراة، فتعلموها منه زماناً، ثم رجع إليهم التابوت، فنظروا ما فيه، فوجدوه مطابقاً لما أتاهم به عُزير، فقالوا: ما آتى الله عُزيراً هذا إلاَّ لأنَّه ابنه (١).

وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: ٧٢ - ٧٣].

وقد حُكِيَ أنَّ النصارى افترقوا إلى ثلاث فرق (٢):

- يعقوبية: وهم القائلون: المسيح ابن الله، وهم القائلون أيضاً باللاهوت والناسوت.

- ونسطورية: وهم القائلون: إن عيسى وأمه والإله كانوا ثلاثة، وربما قالوا: الأب والابن وروح القدس؛ يعنون بالأب: الذات،


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٠/ ١١١)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٧٨١) عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
(٢) افترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة كما جاء في الحديث، لكن كبار فرقهم ما ذكره المصنف، وعنها تشعبت الفرق الأخرى. انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>