للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧] (١).

وروى ابن جرير، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن اليهود أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقالَ: "خَلَقَ اللهُ الأَرْضَ يَومَ الأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الجَبَالَ يَومَ الثُّلاثَاءِ وَمَا فِيْهِنَّ مِن مَنَافِعَ، وَخَلَقَ يَومَ الأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالمَاءَ، وَالمَدَائِنَ وَالعُمْرَانَ وَالخَرَابَ، فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ، فَقَالَ عَزَّ مِن قَائِل: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى قوله: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: ٩ - ١٠].

وَخَلَقَ يَومَ الخَمِيْسِ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ يَومَ الجُمُعَةِ النُّجُومَ، والشَّمْسَ والقَمَرَ، والمَلائِكَةَ إِلَى ثَلاثِ سَاعَاتٍ بَقِيْنَ مِنْهُ، فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلاثَة الآجَالَ حِيْنَ يَمُوتُ مَن مَاتَ، وفِي الثَّانِيةِ أَلْقَى الآفَةَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ، وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ وَأسْكَنَهُ الجَنَّةَ، وَأَمَرَ إِبْلِيْسَ بِالسُّجُودِ لَهُ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ سَاعَةٍ".

ثمَّ قالت اليهودُ: ثمَّ ماذا يا محمَّد؟

قال: "ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ".

قالوا: قد أصبت لو أتممت؛ قالوا: ثم استراح.

قال: فغضب النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- غضباً شديدًا، فَنَزَلَت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا


(١) رواه الترمذي (٣٢٤٠) وقال: حسن غريب صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>