للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال علي رضي الله تعالى عنه: ألا وإنه يهلك فيَّ اثنان: محب مفرط ففرطني بما ليس فيَّ، ومبغض يحمله شقاقي على أن يبهتني (١).

وكان الأمر كذلك، فهلكت في علي رضي الله تعالى عنه الروافض، فقدموه على الشيخين، وسبوهما، ووقعوا بسبب غلوهم فيه في عائشة، وفي طلحة، والزبير، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبي موسى، ثم تجاوزوا إلى عظائم أخرى.

وهلكت فيه الخوارج -ويقال لهم: الحرورية- فكفَّروه، وكفَّروا أصحابه، وقاتلوه في النهروان، وكفَّروا معاوية وأصحابه.

وروى ابن أبي شيبة، واللالكائي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنَّه ذكر عنده الخوارج وما يلقون عند تلاوة القرآن، فقال: ليسوا بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى (٢).

وقد وقع إلحاق الخوارج والروافض باليهود والنصارى في كلام السلف. فروى ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد (٣) رحمه الله تعالى: أنَّه سئل عن الخوارج فقال: فأمَّا الخوارج: هم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم (٤).


(١) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (١/ ١٦٠).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٩٠١)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٧/ ١٢٣٣).
(٣) في "المصنف": "عن مصعب بن سعد عن أبيه".
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٩٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>