للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنه قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام للحواريين: لا تأخذوا ممن تعلمون [من الأجر] إلا مثل الذي أعطيتموني.

ويا مِلْحَ الأرض لا تفسدوا؛ فإن كل شيء إذا فسد فإنما يداوى بالملح، وإن الملح إذا فسد فليس له دواء.

واعلموا أن فيكم خصلتين من الجهل: الضحك من غير عجب، والصبحة من غير سهر (١).

وقلت مشيراً إلى هاتين الخصلتين في علامة جهل العالم من وزن الأبيات المتقدمة، وقافيتها: [من السريع]

يا عَجَباً لِلْعالِمِ الْجاهِلِ ... يَضْحَكُ لا عَنْ عَجَبٍ نازِلِ

يَنامُ فِي الصُّبْحَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ ... يَسْهَرَ بِاللَّيْلِ عَلى طائِلِ

تَعُجُّ أَرْضُ اللهِ مِنْ عالِمٍ ... يَنامُ بَعْدَ الصُّبْحِ يا سائِلِي

وأشرت بالبيت الأخير إلى ما ذكره الإمام محيي السنة أبو محمد البغوي في "شرح السنة"، ونقله عنه النووي في "الأذكار" عن علقمة ابن قيس رحمه الله تعالى قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى الله تعالى من نومة العالم بعد صلاة الصبح (٢).


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٩٦).
(٢) انظر: "شرح السنة" للبغوي (٣/ ٢٢٢)، و"الأذكار" للنووي (ص: ٦٢). ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٩٨٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>