للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، وقال: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} [آل عمران: ٦٧].

قال المفسرون: الحنيف الذي يوحِّد، ويحجُّ، ويضحِّي، ويختتن (١).

نعم، اليهود يختتنون، ولكن لا يقع الختان منهم على وفاق إبراهيم عليه السَّلام.

وكذلك ما فعلوه هم والنصارى من خصال الفطرة كقلم الأظفار فإنه لا يقع منهم على موافقة الحنيفية.

ومن المعلوم بأن النَّصارى لا يختتنون، وإنما يغمسون الولد في المعمودية، ويقولون: قدَّسه ماء المعمودية وصبغه، فصار نصرانيًا حقًا كما يزعمون أن ذلك يغنيهم عن الختان.

ومِثْلُهم في ذلك الروافض في غمسهم لكل شيء يريدون تطهيره في ماء الكر المتخلف المتغير كما هو معروف منهم مشهور عندهم.

وكذلك أحوال أهل الكتاب في الاستنجاء بالماء - وإن اتفق منهم تعاطيه - فلا يتفق الإتيان منهم على بابه؛ فإنهم لا يفرقون بين الماء المطهَّر وغيره، فربما تبقى نجاستهم عليهم وتنتشر منهم.

وقد أثنى الله تعالى على أهل قباء بقوله: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ


(١) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٣١٣)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (١/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>