للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكروا له القرن، فلم يعجبه ذلك. وقال: هو من أمر اليهود.

فذكروا له النَّاقوس، فلم يعجبه ذلك، وقال: هو من أمر النَّصارى.

فانصرف عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه وهو مُهْتَمٌّ، فَأُرِيَ الأذان في منامه (١).

وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استشار المسلمين فيما يجمعهم على الصَّلاة، فقالوا: البوق، فكرهه من أجل اليهود.

ثمَّ ذُكِرَ النَّاقوس، فكرهه من أجل النَّصارى.

فأُريَ تلك الليلة عبد الله بن زيد [وعمر بن الخطاب] النِّداء، فأخبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر النَبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأذَّن (٢).

والمعروف - وبه يجمع بين حديثي ابن عمر - أن عبد الله بن زيد ابن عبد ربه الأنصَّاري رضي الله تعالى عنه رأى الأذان في منامه، وأنَّ عمر - رضي الله عنه - رأى مثل رُؤياه، فقصَّ ذلك ابن زيد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: "إِنَّ هَذهِ لَرُؤْيا حَقِّ، فَقُمْ مَعَ بِلالٍ؛ فإنَّهُ أَنْدَى، أَوْ أَمَدُّ صَوْتاً مِنْكَ، فأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيْلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ".

فلما سمع عمر رضي الله تعالى عنه نداء بلال خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الَّذي قال.


(١) ورواه أبو داود (٤٩٨).
(٢) رواه ابن ماجه (٧٠٧)، وأبو يعلى في "المسند" (٥٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>