والمعنى: كان له خريف نخيل مباحة له، كما أن النخل يخرص ليباح لمالكه التصرف فيه، ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى: "مَشَىْ فِيْ خِرافَةِ الْجَنَّةِ"؛ أي: مجتناها.
ومنه الخريف لثلاثة أشهر بين القيظ والشتاء؛ تخترف فيها الثمار؛ أي: تجتنى.
والوجه الثاني: أن يكون أراد بالخريف السنة والعام؛ من باب تسمية الكل باسم البعض.
وروى الإِمام أبو بكر بن باكُويه الشيرازي في "الألقاب" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الله وَكَّلَ بِعائِدِ السَّقِيْمِ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِيْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ فِيْها سَبْعِيْنَ ألفَ مَلَك يُصَلُّوْنَ عَلَيْهِ إِلَىْ مِثْلِها مِنَ الْغَدِ".
وروى الطَّبراني في "الأوسط" عن أبي رَزين العقيلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا رَزَيْنٍ! إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذا زارَ أَخاهُ الْمُسْلِمَ
(١) رواه الترمذي (٩٦٩) وحسنه، ورواه أيضًا أبو داود (٣٠٩٨).