كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

١٠٤ - ١٣٤ - العاشر: الحسد. - ج: 8 - ص: 39

وروى البيهقي في "الشُّعب" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَجْتَمعُ في جَوْفِ أَحَدٍ الإِيْمانُ والْحَسَدُ" (١).

وروى الترمذي عن الزُّبير - رضي الله عنه -، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبَلَكُمُ: الْحَسَدُ والبَغْضَاءُ" (٢). الحديث، وسيأتى بتمامه.

وأنشدوا: [من مجزوء الكامل]

اصْبِرْ عَلى حَسَدِ الْحَسُو ... دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قاتِلُهْ

فالنّارُ تَأْكُلُ بَعْضَها ... إِنْ لَمْ تَجِدْ ما تأْكُلُهْ (٣)

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: يا موسى! لا تحسد النَّاس على ما آتيتهم من فضلي ونعمتي؛ فإن الحاسد عدو لنعمتي، مضاد لقضائي، ساخط لقسمي الذي قسمته بين عبادي، ومن يك كذلك فليس مني ولست منه (٤).

---

(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥/ ٢٦٦)، وكذا النسائي (٣١٠٩)، وابن حبَّان في "صحيحه" (٤٦٠٦).
(٢) رواه الترمذي (٢٥١٠) وقال: قد اختلفوا في روايته، ورواه بعضهم عن مولى الزبير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكروا فيه عن الزبير.
(٣) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٦٢)، و"تفسير القرطبي" (٥/ ٢٥٢).
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٢٢).