للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الزمر: ٤٩ - ٥١].

قال الثعلبي في قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الزمر: ٥٠]: يعني: قارون قد قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: ٧٨].

وروى ابن جرير عن السدي في قوله: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: الأمم الماضية.

قال: {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ} [الزمر: ٥١] من أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (١).

والمعنى أن من زكَّى نفسه من هذه الأمة، وقال هذه المقالة أو نحوها، فقد عَرَّض نفسه للعقوبات على ما اكتسبه من الصِّفات.

وفي كلام السدي إشارة إلى أن سائر الأمم كانت مشتملة على تزكية النفس ونسبة الكمال إليها في حال الرخاء، فإذا كان وقت الشِّدة ظهر على من كان يزكي نفسه منهم غاية العجز، وفزع إلى الله تعالى.

وقلت: [من السربع]

إِنَّا عَلى الدُّنْيا لَجارُونا ... لَوْ أَنَّنا بِالأَمْرِ دارُونا

نَغْنَى فَنَطْغَى وَنَجُوبُ الْفَلا ... وَنَحْنُ في الطُّغْيانِ ضارُونا


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٤/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>