للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحديث: "اكْلَفُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيْقُونَهُ" (١).

وفي كتاب الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].

فأما الخروج إلى حمل النفس على ما لا تطيقه أو ما لا تستقيم عليه فإنه منهي عنه كما تقدم في الحديث: "لا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ".

وفي الحديث الآخر: "لَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّيْنَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ" (٢).

وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: لا تجعلوا عبادة الله بلاء عليكم (٣).

قال أبو ذر - رضي الله عنه -: إن نفسي مطيتي؛ إن لم أرفق بها لم تبلِّغني (٤).

وقال الحسن رحمه الله تعالى: إن هذا الدين دين واصب، وإنه من لا يصبر عليه يدعه، وإن الحق ثقيل، وإن الإنسان ضعيف.

قال: وكان يقال: ليأخذ أحدكم من العمل ما يطيق؛ فإنه لا يدري ما قدر أجله، وإن العامل إذا ركب بنفسه العنف وكلف نفسه ما لا تطيق أوشك أن يسيِّب ذلك كله حتى لعله لا يقيم الفريضة، وإذا ركب بنفسه التيسير والتخفيف، وكلف نفسه ما تطيق كان أكيسَ العاملين، وأمنعَهم من هذا العدو.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٤٦٩).
(٤) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>