للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى أبو نعيم في "الحلية" عن وهب قال: أُتِيَ برجل من أفضل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير، فلما أُتيَ به استعظم الناس مكانه، وهالهم أمره، فقال له صاحب شرط الملك: ائتني بجَدْي نذبحه مما يحل أكله فأعطنيه؛ فإن الملك إذا دعا بلحم الخنزير آتيك به وكُلْهُ، فذبح جديًا، فأعطاه إياه، ثمَّ أتي به إلى الملك فدعا لهم بلحم الخنزير، فأتى صاحب الشرط باللحم الذي كان أعطاه إياه، لحم الجدي، فأمره الملك أن يأكل.

قال: فجعل صاحب الشرط يغمز إليه، ويأمره بأكله، ويريه أنه اللحم الذي دفعه إليه، فأبى أن يأكله، فأمر صاحب شرطته أن يقتله.

فلما ذهب به قال له: ما يمنعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلى؟ أظننت أني آتيك بغيره؟

قال: قد علمت أنه هو، ولكن خفت أن يقتاس الناس بي، فكلما أُريدَ أحد على أكل لحم الخنزير قال: قد أكله فلان فيقتاس الناس بي، فأكون فتنة لهم (١).

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بشرط هذه الأمة، فأتوا بعد زمانه كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُوْشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةً أَنْ تَرَى قَوْمًا في أَيْدِيْهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ البَقَرِ؛ يَغْدُوْنَ في غَضَبِ اللهِ،


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>