فمن الكرم الإعراض عن الغيبة والنميمة، والأحاديث التي تبثها للناس مما لا غرض فيه صحيح، ومحاباة الناس، وكثير المزاح، وما يضحك، واستماع الملاهي، واللعب، والشعبذة، ومهارشة الكلاب، وترقيص الحيوانات، والرقص، والحباط، والسخرية، وخيال الظل، وغير ذلك مما يكتب في سيئات العبد، بل ربما لا يكتب في حسناته.
ولقد أثنى الله تعالى على مؤمني أهل الكتاب بالإعراض عن اللغو معرِّضًا بمن سواهم ممن يخوض فيه، ولا يعرض عنه، فقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: ٥٢ - ٥٥].