للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: يا رسول الله! كتاب نسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا.

فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى احمرَّت وجنتاه، ثمَّ نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم؟ السلاح، السلاح، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أيُّها النَّاسُ! إِنِّي قَدْ أُوْتيْتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَخَواتِيْمَهُ، واخْتُصِرَ لِيَ الكَلامُ اخْتِصارًا، وَلَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِها بَيْضاءَ نَقِيًّا فَلا تتَهَوَّكُوا، وَلا يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَوِّكُوْنَ".

قال عمر رضي الله تعالى عنه: رضيت بالله ربًا، وبالإِسلام دينًا، وبك رسولًا، ثمَّ نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١).

قال في "القاموس": المتهوك: المُتحيِّر (٢)، كالهواك، كشداد، والساقط في هوة الرَّدى.

والهوكة -بالضم -: الحفرة.

وهوك: حفر.

قال: والتهوك: التهور والوقوع في الشيء بغير مبالاة (٣).

وفي الحديث إشارة إلى أن من لم يكتف بما شرعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجاء به من الآداب، وأراد أن يخلطه بآداب أهل الكتاب والأعاجم،


(١) انظر: "المطالب العالية" لابن حجر (١٢/ ٦١٤)، ورواه الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" (ص: ٥١).
(٢) في "القاموس المحيط": "المتحير" بدل "المتجبر".
(٣) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ١٢٣٧) (مادة: هوك).

<<  <  ج: ص:  >  >>