للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى البيهقي في "الشعب" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه موقوفًا، وصححه، ورواه هو وأبو نعيم عنه مرفوعًا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "جُبِلَتِ القُلُوبُ عَلَى حبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْها، وَبُغْضِ مَنْ أَساءَ إِلَيْها" (١).

وتارة يكون ميل النفس إلى المحبوب لمجرد التجانس النفساني الذي هو بين روحيهما، أو لمجرد ميل الطباع إلى المحبوب وقضاء الوطر.

وهذا الميل إن كان إلى من يبيحه الشرع أو ما يبيحه، ولم يفرط فيه كان مقبولاً ممدوحاً، وهو المحبة المحمودة كمحبة الأنبياء عليهم السلام، والعلماء رحمهم الله تعالى لحلائلهم.

وإن كان إلى ما لا يبيحه الشرع كالأجنبية والأمرد إن كان مع الإفراط فيه كان مذموماً مردوداً، وهذا هو العشق المذموم، وأكثر ما يحصل للفارغين والبطَّالين من تكرار النظر وجَوَلان الفكر.

وقد اصطلح أكثر الناس على إطلاق العشق على ما كان مذمومًا، والحب على ما كان محموداً؛ وإن كان في الأصل كل منهما عبارة عن الميل.


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٩٨٣) موقوفًا وقال: هذا هو المحفوظ.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٩٨٤)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ١٢١) مرفوعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>