للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ريب أن من العشق ما ليس له دواء إلا النكاح، وهذا لا سبيل إليه في المذكور بوجه.

وقد روى ابن الجوزي في "ذم الهوى" عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! عندنا يتيمة قد خطبها رجلان موسر ومعسر، هي تهوى المعسر، ونحن نهوى الموسر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لَمْ يُرَ لِلْمُتَحابَّينِ مِثْلُ النكاحِ" (١).

ورواه ابن ماجه، والحاكم وصححه، والبيهقيُّ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بدون ذكر اليتيمة (٢).

وأخرج الخرائطي في "اعتلال القلوب" حديث ابن عباس، ولفظه: "لَيْسَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مِثْلُ النكاحِ".

وإنما غلب على العجم والروم هوى الغلمان لسخافة عقولهم، وميلهم إلى الرفاهية حيث أمكنتهم، ولباس الحرير، والزينة، وإلباس الغلمان ذلك حتى صاروا كالغواني، ومعاشرتهم لهم، واستخدامهم إياهم، وإطلاق النظر إليهم بخلاف العرب؛ فإن الغالب عليهم إيثار التفحل والخشونة على الرفاهية والزينة، فلذلك كان الميل إلى الغلمان في العجم أفشى منه في غيرهم، بل من عني بذلك من أبناء العرب


(١) رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص: ٦٠١).
(٢) رواه ابن ماجه (١٨٤٧)، والحاكم في "المستدرك" (٢٦٧٧)، والبيهقيُّ في "السنن الصغرى" (٢٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>