للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومظاهرة الملبس على الملبس على ما هو عادة العجم؛ فقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن كثير من الإرفاه، انتهى (١).

وفي كلامه إشارة إلى أنَّه لا تعارض بين الحديثين؛ فإنَّ أحدهما في الإرشاد إلى النظافة، وإظهار نعمة الله تعالى على العبد من غير تقتير على نفسه، ومن غير ارتكاب الوسخ والشعوثة، والبِذلة بخلًا وتقذرًا، والثاني في المبالغة في التنعم، ومظاهرة الملبس والطعام على الطعام إسرافاً ومَخِيلة كما هو عادة الأعاجم والأروام، وأكثر أهل زماننا أخذوا مأخذهم وسلكوا مسالكهم، فركبوا من ذلك كل صعب وذلول.

وقلت في هذا المعنى: [من الرّمل]

قَدْ أَحَبَّ اللهُ مِنَّا وَأَمَرْ ... أَنْ يُرى مِنْ نِعْمَةِ اللهِ الأثَرْ

في طَعامٍ وَلِباسٍ ثُمَّ فِي ... حُسْنِ تَنْظِيْفٍ وَإِذْهابِ الْقَذَرْ

لا بِإِسْرافٍ وَتَقْتِيرٍ فَما ... نالَ مَنْ أَسْرَفَ خَيْرًا أَوْ قَتَرْ

نَشْكُرُ الْفَضْلَ بِما نُظْهِرُهْ ... لِيَزِيْدَ اللهُ مِنَّا مَنْ شَكَرْ


(١) انظر: "شرح السنة" للبغوي (١٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>