للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَنِعْمَ مَصيْرُ الصَّادِقِيْنَ إِذا دُعُوْا ... إِلَىْ اللهِ يَوْماً لِلْوَجاهَةِ وَالْقَصْدِ (١)

- ومن شهود الملائكة لجنائز الصَّالحين: ما رواه الطَّبراني في "الكبير"، وأبو نعيم في "معرفة الصَّحابة" رضي الله تعالى عنهم، عن سهم ابن حبيش - وكان ممن شهد قتل عثمان - رضي الله عنه - قال: فلما أمسينا قلت: لئن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثلوا به، فانطلقوا به إلى بَقيع الغَرقد، فأمكنا له من جوف الليل، ثم حملناه، وغشينا سواد من خلفنا، فهبناهم حتى كدنا أن نتفرق عنه، ومنادٍ: لا روع عليكم اثبتوا؛ فإنَّا جئنا لنشهده معكم.

وكان ابن حبيش يقول: هم -والله- الملائكةُ عليهم السلام (٢). ومن ذلك ما رواه أبو الحسن بن جَهْضَم، ونقله عنه الإِمام عبد الحق الإشبيلي في كتاب "العاقبة" عن أبي بكر المصري من شهود الملائكة لجنازة ذي النون المصري، ولجنازة أبي إبراهيم المزني رحمهما الله في صُور طيرٍ خُضْر (٣).

قلت: وكذلك شاهد غَيْرُ واحد طيراً خضراً ترفرف حول جنازة شيخ الإِسلام الوالد حول نعشه، وقد خفَّ نعشُه على حامليه حتى كاد


(١) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٤/ ٢٣١).
(٢) رواه الطَّبراني في "المعجم الكبير" (١١٥)، وأبو نعيم في "معرفة الصَّحابة" (١/ ٧٠).
(٣) انظر: "العاقبة في ذكر الموت" للإشبيلي (ص: ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>