للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له عبد الملك: أَفترى لي تركه يا أبا عبد الله؟

قال: إي والله، فما عاد عبد الملك إلى ذلك، انتهى (١).

لكن نص الغزالي، وغيره على استحباب غسل اليدين قبل الطعام لأنَّ اليد لا تخلو عن لوث في تعاطي الأعمال، فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة، ولأن الأكل بقصد الاستعانة على الطاعة، فينبغي أن يقدم عليه ما يجري منه مجرى الطهارة من الصلاة، ولأن الطعام نعمة فينبغي استقبالها بالأدب (٢).

على أنه شريعة قديمة وقررتها شريعتنا لما رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم وصححه، وحسنه المنذري عن سلمان - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله! قرأت في التوراة: بركة الطعام الوضوء قبله، فقال: "بَرَكَةُ الطَّعامِ الْوُضُوْءُ قَبْلَهُ والْوُضُوْءُ بَعْدَهُ" (٣).

والمراد بالوضوء هنا: غسل اليدين والفم.

وروى ابن ماجه بإسناد ضعيف، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيتَوَضَّأْ إِذا حَضَرَ غداؤُهُ وَإِذا رُفِعَ" (٤).


(١) وانظر: "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" للقاضي عياض (١/ ١١٣)، و"المدخل" لابن الحاج (١/ ٢١٨).
(٢) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٢/ ٣).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه ابن ماجه (٣٢٦٠). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (٤/ ٢١٧٥): رواه كثير بن سليم عن أنس، وكثير متروك الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>