للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاربه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا هَذا؟ ".

قال: هذا في ديننا.

قال: "لَكِنْ فِيْ دِيْننِا أَنْ نَجُزَّ الشَّارِبَ وَأَنْ نَعْفِيَ اللِّحْيَةَ" (١).

وعن حصين، عن عبد الله بن شداد قال: كتب كسرى إلى باذام:

إني نبُئتُ أن رجلًا يقول شيئًا لا أدري ما هو، فأرسِلْ إليه فليقعد في بيته، ولا يكن من الناس في شيء، وإلا فليواعدني موعدًا ألقاه به.

قال: فأرسل باذام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين حالقي لحاهما مرسلي شواربهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَحْمِلُكُمَا عَلَىْ هَذَا؟ "

فقالا له: يأمرنا به الذي يزعمون أنه ربهم.

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَكِنَّنَا نُخَالِفُ سُنَّتَكُمْ، نَجُزُّ هَذَا وَنُرْسِلُ هَذَا".

قال: فمر به رجل من قريش فأمره أن يجزهما.

قال: فتركهما بضعا وعشرين يومًا.

قال: "اذْهبَا إِلَىْ الذِيْ تَزْعُمَانِ أَنَّهُ رَبكُمَا، فَأَخْبِرَاهُ أَنَّ رَبِّيْ قَتَلَ الَّذِيْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَبَّهُ".

قالا: متى؟

قال: "الْيَوْمَ".

قال فذهبا إلى باذام، فأخبراه الخبر.


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٥٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>